الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

مغلطات تاريخية من اجل مكاسب سياسية ( الهوية المصرية عبر التاريخ وعلاقتها بالأديان )

تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية حيث أبدع الإنسان المصرى وقدم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم ·· حضارة رائدة فى ابتكاراتها وعمائرها وفنونها حيث أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها فهي حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصرى وتركت فى عقله ووجدانه بصماتها· لقد كانت مصر أول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التي صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة فى العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أما للحضارات الإنسانية· إن لمصر دورها الحضاري والتاريخي والديني حيث كانت المكان الذى احتضن الأنبياء· والأرض التي سارت خطوات الأنبياء والرسل عليها ·· فجاء إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج منها السيدة هاجر ·· وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيرا وتبعه إليها أبوه يعقوب ·· ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وبين موسى عليه السلام على أرضها· وإلى مصر لجأت العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح طفلاً ويوسف النجار وقاموا برحلة تاريخية مباركة فى أرضها ·· وقد اختار الله سبحانه وتعالى مصر بالذات لتكون الملجأ الحصين الذى شاءت السماء أن يكون واحة السلام والأمان على الدوام وملتقى الأديان السماوية· لقد تتابعت على أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر مهداً للحضارة الفرعونية، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية· لقد اتسم شعب مصر على طول التاريخ بالحب والتسامح والود والكرم الذى تميز به هذا الشعب حيث امتزج أبناء مصر فى نسيج واحد متين.. وهكذا دائماً يكون شعب مصر مصريون قبل الأديان ومصريون إلى آخر الزمان· وبصفة عامة فقد قسم المؤرخون تاريخ الإنسانية إلى عصور ، فهناك عصر ما قبل التاريخ والعصور التاريخية ، أحداث التاريخ بالسنين والقرون ، والقرن يساوى 100 سنة ، ويلاحظ أن حساب السنين قبل ميلاد سيدنا "عيسى " عليه السلام يسير باتجاه يتناقص فيه عدد السنوات ، أما بعد الميلاد فإنه يسير في اتجاه يتزايد فيه عدد السنوات  . يكفي تاريخ مصر فخراً أن عصوره المختلفة شهدت وفود العديد من الرسل والأنبياء عليهم السلام ، كما أن تاريخ مصر فيه العظة والعبرة لبني الإنسان لأن القدماء المصريين أدركوا لأنفسهم حقيقة الموت وأن الإنسان مهما بلغ من معرفة ومهما عاش من سنين فإن مصيره الموت ولن يبقى من تاريخه سوى كلمات تعبر عنها النقوش والكتابات والوثائق المختلفة . وكانت لمصر حضارة ومدنية منذ فجر التاريخ وكان لغيرها من شعوب الشرق حضارات ومدنيات ، وكما أعطت مصر لغيرها أخذت منهم أيضا ، ولكن كان لمصر دائما طابعها الشخصي فالحضارة أصيلة في وادي النيل و قد تطورت وازدهرت مما اثّر علي ما تعاقب بعدها من حضارات ، كما تقع مصر بموقع جغرافي متميز يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا ويرتبط بقارة أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط ، كل هذا أدى إلى قيام حضارة عرفت بأنها أقدم حضارة في التاريخ البشري . وبصفة عامة لا ترجع أهمية تاريخ مصر إلى قدمه فحسب ولكن لطابع الاستمرار في هذا التاريخ فعصوره التاريخية تتوالى ولا تختلف كلاً منهما كتيرا عن الأخرى فقد استمر التاريخ المصري متواصل الأحداث ولا ينفصل عن جذوره الأولي ونجح المصري القديم في المحافظة على الملامح العامة لتاريخه عبر العصور المختلفة الطويلة على الرغم من تأثر مصر أحياناً بعوامل التمزق والاضطراب الداخلي أو أن هناك أحداث وتأثيرات خارجية وغزوات وهجرات أجنبية ، ولكن المصري القديم استطاع الخروج من هذه المحن ، والصعاب منذ العصر الحجري الحديث حتى الآن ، وامتاز المصريون بالتسامح فيما يخص العقيدة فلكل إنسان معتقداته ومعبوداته الخاصة وهذا يدل على سمو التفكير لدى المصري القديم . بدأ في مصر التطور الأول بمعرفة سر إيقاد النار ، ثم التطور الثاني وهو الرئيسي في مجالات الحياة المادية للإنسان القديم ألا وهو معرفة حرفة الزراعة ، وبدأ في مصر التطور المعنوي لثقافة القدماء المصريين بمعرفة الكتابة بعد معرفة الفنون ، وبعد نضوج الثقافة بدأت تظهر في مصر و الشرق العقائد والتشريعات وأسس العلوم ثم أشرقت فيه الديانات السماوية التي كانت ولا تزال هي الهدى للعالمين القديم والحديث ، وظلت حضارة مصر وآثارها المادية والفنية وفيرة وكثيرة عن بقية آثار المدنيات والحضارات الأخرى القديمة ، واستمرت في التطور والرقي على مر العصور . ويمكن تقسيم تاريخ مصر إلى عدة عصور لكل منها معتقداته وثقافاته وديانته ولكن المثير للدهشة إن الإنسان المصري كان يتطور في معتقداته وثقافتة ولا يقف جامدا عند إحداها لذلك لا يجوز لأحد أن يطفي الهوية المصري أو يقصرها على إحدى هذه العصور او يعمم ديانة سابقة على ديانة لاحقة فالمصريين قد امنوا بكافة الأديان السماوية من إبراهيم الخليل حتى سيدنا محمد صلي الله وعليه وسلم "وهي : العصر الفرعوني/  العصر البطلمي  / العصر الروماني / العصر القبطي / العصر الإسلامي / العصر الحديث  / العصر المعاصر  . وفقا للعرض السابق لا يجوز لاحد يقتصر تاريخ مصر ويقول ان مصر كانت دولة قبطية واغتصبها العرب فهو بذلك يغالط التاريخ حيث ان المسيحية قد دخلت مصر على استحياء خلت المسيحية مصر فى منتصف القرن الأول الميلادى ، ومع دخول القديس مرقس الإسكندرية عام 65 م تأسست أول كنيسة قبطية فى مصر وأفريقيا بأسرها
 وقد عاني المسيحيون من اضطهاد الرومان لهم خصوصا فى أواخر القرن الثالث الميلادى على يد الإمبراطور دقلديانوس وقد اطلق على هذه الفترة عصر الشهداء لكثرة من استشهد فيها من الأقباط . واتخذ القبط من السنة التى اعتلى فيها دقلديانوس العرش ( عام 284 م) بداية للتقويم القبطى .. ويتضح من ذلك ان المسيحية دخلت مصر بعد 65 عاما من ظهورها ولم تؤسل في مصر الا بعد ثلاثة قرون من ميلاد السيد المسيح على الاقل واستمر المصريون الفراعة يدينون بالمسيحية حتى دخل الإسلام مصر في عهد الخليفة العربي عمر بن الخطاب وبقيادة عمرو بن العاص العام 641 م. وشهدت مصر خلال فترة الحكم العربي الإسلامي تقدما في مجالات العمران والفنون مثل العمارة والزخارف والنقوش الإسلامية الطراز كما تم بناء العديد من المساجد والقلاع والأسوار. و في العصر الفاطمي اعتبر الجامع الأزهر أشهر فنون العمارة في عهد الخلافة الفاطمية في مصر إضافة لعدة مظاهر أخرى وقد تم تسمية مدينة القاهرة بهذا الاسم في عهد الدولة الفاطمية حيث أنهم أرادوا ان تكون هي عاصمة الخلافة الفاطمية التي تقهر الخلافة العباسية، كما بنيت في العصر الأيوبي قلعة صلاح الدين التي تعد أشهر قلاع مدينة القاهرة، إضافة إلى الثروة المعمارية التي ظهرت في العصر المملوكي. ومن هنا فان المصريين الذين تدينوا بالمسيحية اسلموا بدخلول الاسلام أي لم يتم ابدال المصريين بالعرب فالمصريين هم المصريين على مدار العصور تغيرت هويتهم الدينية مع نزول الرسل حتى جاء خاتم المرسلين سيدنا محمد صلي الله وعليه وسلم " لذلك لا يجوز عند وضع الدستور الجديد لمصر الرجوع للخلف ولطمث هوية مصر الاسلامية لذلك فلابد التاكيد بالدستور على الهوية الاسلامية واقترح ان تكون المواد الاولي كالاتي :
  1. 1.     صياغة المادة الاولي من الدستور لتكون " أن:  "جمهورية مصر العربية الإسلامية دولة مدنية نظامها ديمقراطي يقوم على أساس المواطنة والشعب المصري جزء من الأمة العربية والإسلامية يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة"
  2. 2.     التاكد على إسلامية الدولة مع عدم اغفال حقوق اهل الذمة في مصر وذلك من خلال صياغة المادة الثانية من الدستور لتكون ):  الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع
  3. 3.     مادة(3) :المصريون لدي القانون سواء وهم متساون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الاصل اواللغة او الدين او العقيدة او الاراء السياسية والاجتماعية
  4. 4.     مادة(4)::  السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات، ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها ويصون الوحدة الوطنية على الوجه المبين فى الدستور.
  5. 5.     مادة(5) : تكفل الدولة تكاقؤ الفرص لجميع المواطنين دون تمييز وحرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وحرية الرأي مكفولة , ولكل إنسان التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير فى حدود القانون , والنقد الذاتى والنقد البناء ضمان لسلامة البناء الوطنى
  6. 6.     مادة(6):  يقوم النظام السياسي فى جمهورية مصر العربية على أساس تعدد الأحزاب وذلك فى اطار المقومات والمبادئ الأساسية للمجتمع المصرى المنصوص عليها فى الدستور وينظم القانون الأحزاب السياسية وللمواطنين حق تكوين الجمعيات وإنشاء النقابات والاتحادات والأحزاب وذلك على الوجه المبين في القانون ويحظر إنشاء جمعيات يكون نشاطها معاديا لنظام المجتمع أو سريا أو ذا طابع عسكرى ولا يجوز مباشرة أى نشاط سياسى أو قيام أحزاب سياسية على أساس دينى أو بناء على التفرقة بسبب الجنس أو الأصل او الدين او العقيدة  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق